العودة   منتدى تراتيل شاعر > الملتقى الاسلامي > نفحات من السنة النبوية
التسجيل روابط مفيدة المجموعات مشاركات اليوم البحث


دروس وعبر وفوائد من السيرة النبوية (6)

نفحات من السنة النبوية


دروس وعبر وفوائد من السيرة النبوية (6)

(6) حرب الفِجار: ولخمس عشرة من عمره صلى الله عليه وسلم كانت حرب الفِجار بين قريش ومن معهم من كنانة، وبين قيس عيلان، وكان قائد قريش وكنانة كلها حرب بن

إضافة رد
   
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 07:07 PM
السمو متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jun 2025
المشاركات: 10,505
افتراضي دروس وعبر وفوائد من السيرة النبوية (6)

(6) حرب الفِجار:

ولخمس عشرة من عمره صلى الله عليه وسلم كانت حرب الفِجار بين قريش ومن معهم من كنانة، وبين قيس عيلان، وكان قائد قريش وكنانة كلها حرب بن أمية؛ لمكانته فيهم سنًّا وشرفًا، وكان الظَّفَرُ في أول النهار لقيس على كنانة، حتى إذا كان وسط النهار كان الظفر لكنانة على قيس، وسميت بحرب الفِجار؛ لانتهاك حُرمات الحَرم والأشهر الحُرم فيها، وقد حضر هذه الحرب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وكان ينبُل على عمومته؛ أي: يجهِّز لهم النَّبْلَ للرمي.



فهنا أمران نقف عندهما:

(1) هذه الحرب كانت بسبب قتل رجل من كنانة لرجل من قيس عيلان، فقامت الحرب بين القبيلتين، وكانت قريشٌ حليفة لكنانة فدخلت في صفها؛ يعني أن هذه الحرب قامت بسبب قتل رجل واحد فقط؛ هذه نقطة، ونقطة أخرى أن قريشًا دخلت في هذه الحرب لمحالفتها لكنانة؛ إذ ليس من المروءة ولا أخلاق العرب نقض التحالف وعدم الالتزام به، وإلا كان عارًا ومسبَّة، فهذه الحرب ما هي إلا مثال على الحميَّة والعصبية التي كانت في الجاهلية، والحميَّة هي الأَنَفَة والاستكبار المذكورة في قوله تعالى: ﴿ إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ ﴾ [الفتح: 26]، وهي العصبية لآلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله، والأنفة من أن يعبدوا غيرها، وأنفتهم من الإقرار له بالرسالة، وهو الاقتداء بآبائهم، وألَّا يخالفوا لهم عادة ولا يلتزموا لغيرهم طاعة، والحمية التي جعلوها هي حمية أهل مكة في الصدِّ، وحمية سهيل ومَن شاهد عقد الصلح في أن منعوا أن يُكتب: (بسم الله الرحمن الرحيم)، ولجُّوا حتى كُتب: (باسمك اللهم)، وكذلك منعوا أن يثبت: (هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله)، ولجُّوا حتى قال صلى الله عليه وسلم لعلي: ((امحُ واكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبدالله))، ووصفها تعالى بأنها حمية جاهلية؛ لأنها كانت بغير حُجة وفي غير موضعها؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو جاءهم محاربًا، لعذرهم في حميتهم، وإنما جاء معظِّمًا للبيت لا يريد حربًا، فكانت حميتهم جاهلية صرفًا.



(2) وسُميت بالفِجار وهو الفجور؛ لاستحلالهم القتال في الأشهر الحرم وفي البلد الحرام؛ وفي صحيح البخاري عن أبي شريح أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة[1]: ائذن لي أيها الأمير، أحدثك قولًا قام به النبي صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح، سمعته أذناي ووعاه قلبي، وأبصرته عيناي حين تكلم به: حمِد الله وأثنى عليه، ثم قال: ((إن مكة حرَّمها الله، ولم يحرمها الناس، فلا يحل لامرئٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دمًا، ولا يعضد بها شجرة، فإنْ أحَدٌ ترخَّص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، فقولوا: إن الله قد أذِن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذِن لي فيها ساعة من نهار، ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب))، فقيل لأبي شريح: ما قال عمرو؟ قال: أنا أعلم منك يا أبا شريح، لا يُعيذ عاصيًا ولا فارًّا بدم، ولا فارًّا بخُرْبَةٍ.

[1] عمرو بن سعيد بن العاص القرشي الأموي يُعرف بالأشدق، وكان واليًا على المدينة أيام يزيد بن معاوية؛ قال في (الفتح): ليست له صحبة، ولا كان من التابعين بإحسان، و(يبعث البعوث) يُرسل الجيوش لقتال عبدالله بن الزبير؛ لأنه امتنع من مبايعة يزيد واعتصم بالحرم، وعمرو بن سعيد هذا غير عبدالله بن عامر بن كريز الذي دخل عليه عبدالله بن عمر يعوده وهو مريض، فطلب منه الدعاء فقال ابن عمر: أما إني لست بأغشِّهم لك؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله تبارك وتعالى لا يقبل صدقة من غُلُول، ولا صلاة بغير طهور))؛ قال النووي في شرح مسلم: "معناه: أنك لست بسالم من الغلول، فقد كنت واليًا على البصرة، وتعلقت بك تبِعات من حقوق الله تعالى وحقوق العباد، لا يُقبل الدعاء لمن هذه صفته، كما لا تُقبل الصلاة والصدقة إلا من متصوِّن، والظاهر - والله أعلم - أن ابن عمر قصد زجر ابن عامر، وحثَّه على التوبة، وتحريضه على الإقلاع عن المخالفات، ولم يرد القطع حقيقة بأن الدعاء للفُسَّاق لا ينفع، فلم يزلِ النبي صلى الله عليه وسلم والسلف والخلف يدعون للكفار وأصحاب المعاصي بالهداية والتوبة"، وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: "خشِيَ ابن عمر أن يكون ابن عامر أصاب في ولايته شيئًا من المظالم التي لا تخلو منها الولاة، وأن يكون ما في يده من الأموال دخله شيء مما يدخل على الولاة من المال من غير حِلِّه، ولعل ابن عمر أراد بترك الدعاء له، وبهذا التعليل أن يؤدبه، ويبين له ما يُخشى عليه من الفتنة، ويحمله على الخروج مما في ماله من الحرام ليلقى الله نقيًّا طاهرًا، وقوله: "إني لست بأغشهم لك"، قال السندي: أشار إلى أنهم غاشُّون لك في الثناء عليك، وإني إذا وافقتهم على ذلك مع ما عندي من العلم كنت أغشَّهم لك، فإن ذلك أتم في الاغترار.




]v,s ,ufv ,t,hz] lk hgsdvm hgkf,dm (6)

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com